وزارة التعليم تحدث نظام المسارات الثانوية.. مساران فقط

أعلنت معالي سارة الأميري، وزيرة التربية والتعليم، عن إطلاق حزمة تحديثات جذرية على نظام المسارات التعليمية للمرحلة الثانوية في المدارس الحكومية والخاصة المُطبقة لمنهاج الوزارة، وذلك اعتبارًا من العام الدراسي 2025-2026.

وجاء الإعلان خلال لقاء صحفي سلّطت فيه الضوء على أبرز التغييرات التي تهدف إلى رفع جاهزية الطلبة للمرحلة الجامعية وسوق العمل، عبر تبسيط الخيارات وتركيز المناهج على المهارات التخصصية.

دراسات مكثّفة وشراكات استراتيجية
كشفت الوزيرة أن التحديثات نتجت عن دراسة شملت تحليلًا لنتائج الطلبة على مدى الأعوام الماضية، وورش عمل شارك فيها مدراء النطاقات التعليمية، وقادة 9 جامعات وطنية، إلى جانب ممثلين عن القطاع الخاص. وأوضحت أن الهدف كان تقييم فاعلية المنظومة الحالية، ورصد الفجوات بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل، خاصة في التخصصات العلمية الدقيقة كالطب والهندسة.

مساران فقط: “العام” و”المتقدم”

أبرز التغييرات تقليص عدد المسارات من 4 إلى مسارين:

  1. المسار العام: يركز على المهارات الأساسية مع مواد اختيارية تلائم توجهات متنوعة.

  2. المسار المتقدم: مُصمم للطلبة الراغبين في التخصصات العلمية كالطب والهندسة، مع تعميق محتوى مواد الفيزياء والكيمياء والأحياء.

ويتاح لطلبة الصف التاسع اختيار المسار المناسب ابتداءً من العام المقبل، وفق ميولهم ومعدلاتهم، حيث يشترط للالتحاق بالمسار المتقدم تحقيق 80% على الأقل في اللغة الإنجليزية والرياضيات والعلوم.

مرونة في التنقل بين المسارات
أكدت الأميري أن النظام الجديد يراعي المرونة، إذ يسمح للطلبة بالانتقال بين المسارين خلال الصفين الحادي عشر والثاني عشر، وفقًا لتطور قدراتهم وطموحاتهم. كما أشارت إلى إطلاق أدلة إرشادية مفصّلة للطلبة وأولياء الأمور، بالتعاون مع مرشدي الأكاديمية، لضمان اتخاذ قرارات مدروسة.

ورش تدريبية وشروط تطبيق صارمة
لفتت الوزيرة إلى عقد سلسلة ورش عمل لشرح التحديثات للمعلمين والمرشدين الأكاديميين، مع توفير أدلة تنفيذية لضمان الانسجام بين المدارس الحكومية والخاصة في تطبيق النظام. كما ستُحدّث المناهج في الحلقة التعليمية الثانية لضمان سلاسة انتقال الطلبة إلى المرحلة الثانوية.

نقلة نوعية نحو “اقتصاد المعرفة”
اختتمت الأميري تصريحاتها بالتأكيد على أن التحديثات تستهدف بناء جيل قادر على توظيف مهارات التفكير النقدي والبحث الاستكشافي، تماشيًا مع متطلبات الثورة الصناعية الرابعة. وقالت: “ركزنا على جودة المخرجات عبر تبني فلسفة ’النوع لا الكم‘، ووضعنا الطالب في قلب المنظومة ليكون قادرًا على صياغة مستقبله بوضوح”.

يُذكر أن هذه التعديلات تأتي ضمن استراتيجية الوزارة لمواءمة التعليم مع الرؤى الوطنية، ودعم التحول نحو مجتمع قائم على الابتكار والمعرفة.

المصدر: جريدة البيان

قد يعجبك ايضا