قصة حلم وجهل الصف السادس لغة عربية PDF
قصة حلم وجهل الصف السادس لغة عربية الفصل الأول تجدون رابط تحميله تحميل مباشر بصيغة PDF تحميل مباشر، على موقع امارات سكول.
وفق منهاج وزارة التربية و التعليم في الإمارات العربية المتحدة الموسم الدراسي 2024-2025.
قصة حلم وجهل الصف السادس لغة عربية PDF
قصة حلم وجهل:
في يوم قائظ لا تجرؤ فيه ثعابين الأرض على الخروج من جحورها، أرسلتني والدتي لبقالة الحي لأشتري بعض مستلزمات الغداء خرجت متململا، فحرارة الجو لا تغري بالخروج في هذه الساعة من الظهيرة، دخلت البقالة، لم تكن أجواؤها توحي بالراحة، بل تسلل إلي شعور يوحي بثمة خطب بين صاحب البقالة والجار المشتري، التقطت الخضار، أكملت التحول ، أضفت بضائع أخرى أعتبرها أجرتي للتوصيل في هذه الساعة، لست متعجلا الخروج، فبعض النفحات الباردة من الثلاجات تبعث الراحة في النفس لكن سرعان ما تلاشت هذه الراحة، زمجر صاحب المحل مخاطبا الجار: لن تخرج حتى تدفع الحساب كاملا، رد الجار وهو يحمل كيس المشتريات ويهم بالخروج: سأدفع الشهر القادم ، أضف فاتورة اليوم على الحساب، استدار صاحب البقالة واندفع نحو الجار ممسكا بتلابيب ثوبه، ووجهه يفور غضبا وبغضا.
في ليلة مقمرة لا يخبو نورها، ولا تجفو نسماتها، في أرض مشى في طرقاتها النبي محمد – صلى الله عليه وسلم، في ساحة المسجد النبوي الشريف، السكينة تملأ النفوس، نور سماوي رقراق يكاد يضيء الأرض، نعم تطغى الإنارة الحديثة، وتشع في جميع المدن إلا أن مدينة الرسول – صلى الله عليه وسلم- ذات نور يشع في القلوب، مشيت أنا وأخي الأكبر ووالدي عدة أمتار شرقا من باب عثمان بن عفان – رضي الله عنه – نبحث عن مكان هادئ، متشوقين للقصص التي يقرؤها والدي من سيرة المصطفى – صلى الله عليه وسلم.
ازدادت حالة الشجار وتعالت الأصوات، واشتدت اللكمات والركلات ، تنحيت جانبا، واحتميت بجدار البضائع، تدخل بعض المارة فتوسع الشجار وامتد إلى خارج البقال سمعت أقذع الشتائم، وتطور الشجار إلى استخدام الأدوات الحادة والعصي الغليظة.
جلست ووالدي وأخي في ناحية من ساحة الحرم المدني، تغطيها قطع السجاد، الناس بين غاد ورائح، وبين تال وداع، شيوخ وشبان ونساء وأطفال ونفحات من طيب لا ينسي، قلب والدي صفحات من كتاب في السيرة النبوية، بدأ بقراءة القصة التي اختارها لتلك الليلة قائلا: ومن حلمه – صلى الله عليه وسلم – أن حبرا من أحبار اليهود وهو زيد بن سعنة، درس صفات النبوة وعرف علاماتها، في رسول الله – صلى الله عليه وسلم ، وبقيت علامتان يريد أن يخبرهما ، الأولى : أن حلمه يسبق غضبه، والثانية : أنه لا تزيده شده الجهل عليه إلا حلما، فكان زيد ينطلق ويخالط رسول الله – صلى الله عليه وسلم-، يريد أن يختبره. وفي ذات يوم جاء أعرابي يشكو لرسول الله – صلى الله عليه وسلم- شدة العيش في إحدى القرى، وزيد يسمع، فقال زيد لرسول الله – صلى الله عليه وسلم : أنا أشتري منك كذا وكذا وسقا بكذا وكذا، وأخرج المال، وأعطى ثمانين دينارا فدفعها إلى الرجل، واتفقا على موعد معلوم يقضيه فيه حقه.
احتد الشجار بين الرجال، واختلطت الوجوه، واشتبكت الأجساد، وسالت الدماء، وتناهى صوت سيارة الشرطة وألقي القبض على المتشاجرين، تركت كيس المشتريات، وقفت خارج البقالة، أراقب حركة رجال الشرطة ورجال الحارة وصاحب البقالة والجار المشتري، وأسمع أحاديث أولئك الذين تجمهروا للمشاهدة.
كعادة والدي في قراءة القصص يبدأ هو بالقراءة، ثم نتناوب أنا وأخي في إكمال القراءة. ناول والدي كتاب السيرة لأخي الأكبر، فأكمل قائلا: «اتفق زيد بن سعنة مع الرسول صلى الله عليه وسلم – على موعد معلوم ليقضي الرسول – صلى الله معلوم عليه وسلم – حق زيد، ولكن زيدا جاء قبل الموعد المحدد. يقول زيد: فدنوت من النبي – صلى الله عليه وسلم- وجذبت برديه جلبة شديدة حتى سقط عن عاتقه، ثم أقبلت بوجه غليظ، فقلت ألا تقضي يا محمد، فوالله إنكم يا بني عبد المطلب لمطل، ولقد كان لي بمخالطتكم علم». ناولني 6 أخي الكتاب فأكملت : وعندما أغلظ زيد بن سعنة القول للرسول – صلى الله عليه وسلم – غضب عمر وقال مخاطبا : أي عدو الله أتقول هذا لرسول الله فوالذي بعثه بالحق لولا ما أخاف فوته لسبقني رأسك ، ورسول الله ينظر إلى عمر ويبتسم لقوله، ثم قال: «يا عمر ، لأنا وهو أحوج إلى غير هذا؛ أن تأمرني بحسن الأداء، وتأمره بحسن التقاضي، اذهب به يا عمر فاقضه حقه ، وزده عشرين صاعا من تمر مكان ما رعته.»
علت إلى اليت والدتي تننظرني، بادرني بالسؤال: أنت بخير؟ أجبت أن نعم واندفعت تطاردني الكلمات أحكي عن الشجار الذي رصدت كل تفاصيله حتى قبل أن يشتغل فيهم. انتشر خبر شجار الحارة قل أن ينفض، وتارة أسمع من يؤيد صاحب البقالة ويعادي الجار، ونارة أسمع النقيض.
أكمل والدي القراءة: «فالتفت الحبر اليهودي إلى عمر وقال: يا عمر، ألا تعرفني؟ قال : لا ، قال: أنا زيد بن سعنة، قال عمر : حبر اليهود؟ قال : نعم، فالتفت إليه عمر وقال: فما الذي حملك على أن تقول لرسول الله ما قلت، وعلى أن تفعل برسول الله ما فعلت ؟! فقال زيد بن سعنة : والله يابن الخطاب ما من شيء من علامات النبوة إلا وقد عرفته في وجه رسول الله حين نظرت إليه، ولكنني لم أختبر فيه خصلتين من خصال هذه النبوة، فقال له عمر : وما هما ؟ قال حبر اليهود : الأولى: يسبق حلمه غضبه، والثانية : لا تزيده شدة الجهل عليه إلا حلما، أما وقد عرفتهما اليوم في رسول الله فأشهدك يا عمر أني أشهد أن لا إله إلا الله وأن رسول الله . محمدا صلى الله عليه وعلى آله وسلم.» أنهى والدي قراءة القصة، وهممنا بالقيام، وتذكرت مشاهد شجار الحارة، وعزمت أن تكون صورتي بجمال صورة الرسول – صلى الله عليه وسلم .