تلخيص قصة اوراق تضحك للصف السادس
حل درس اوراق تضحك للصف السادس الفصل ثاني عربي تجدون رابط تحميله تحميل مباشر بصيغة PDF تحميل مباشر، على موقع امارات سكول. وفق منهاج وزارة التربية و التعليمفي الإمارات العربية المتحدة الموسم الدراسي 2024-2025.
تلخيص قصة اوراق تضحك للصف السادس PDF
ملخص قصة اوراق تضحك للصف السادس
لطالما وقفت بثبات الثبات الذي لا يهتز إلا للرياح الشديدة، أو هكذا كان يبدو لي حيث أقف حين تأتي نسمات هادئة، تتراقص الأوراق الصغيرة بسرعة أكبر من الأوراق الكبيرة، ولكن كلاهما يرقص بتناعم أشعر وقتها أن الجذع يطرب الألحان خفيف الشجر، بنفس المقدار الذي أطرب فيه لذلك. أتخيله يضحك، وصوت ضحكته يشبه التصفيق بأياد صغيرة.
ما زلت أذكر المرة الأولى التي رأيتها فيها ، كان الجو ثابتا مثلما تكون الغرفة المغلقة، بدا كأن العالم بأكمله يتحرك من حولها بسرعة. كان الوقت صباحا، بعد الثامنة بقليل، وكل الذين تأخروا عن أعمالهم ومدارسهم يهرعون إلى سياراتهم، ويندفعون بسرعة لعلهم يعوضون شيئا من تأخيرهم.
أما هي فظلت ساكنة، ثابتة، لا تهتز، ولا تركض، كأم تتابع صغارها المندفعين خلف حماسهم وأخطائهم، ولكنها لا تفعل شيئا لإيقافهم؛ فهي تعرف أن الزمن كفيل بكل ذلك. أنا أيضا كنت متأخرا عن المدرسة، ولكني لم أتمكن من الحركة، رغم أن والدي كان يناديني؛ لأركب السيارة ونذهب، لم أجد ما أبرر به وقوفي.
كانت أضخم شجرة رأيتها في حياتي، وفي اللحظة التي وجب فيها الذهاب، رأيته يأتي ويستريح تحت الشجرة، ولكن قبل جلوسه رأيته يلمس حذعها كأنه يلقي عليها التحية، ويتفوه بكلمات لم أتمكن من سماعها، ثم يسند ظهره ورأسه إلى جذعها، ويخرج من كيس بلاستيكي صغير إفطاره وقنينة ماء يسكب نصفها؛ ليسقي الشجرة، ثم يشرب النصف الآخر.
كرر والدي نداءه، وكان علي أن أذهب الآن، ولكني لم أنقطع عن التفكير في ذلك العامل، وفي ملامح وجهه وهي تتغير حين وضع كفه على لحاء الشجرة، كأنه يلمس يد حبيب، ويقبلها، بدأ مشهدا غريبا، لم أر مثله من قبل.
حين عدت من المدرسة وجدت الشجرة في مكانها، ولا أثر للعامل الكهل، ربما انتهت ساعات عمله، وعاد إلى منزله، هكذا فكرت. في اليوم التالي تعمدت التأخير، وتركت حافلة المدرسة تموتني، ووقفت في البقعة نفسها التي كنت أقف فيها بالأمس، أراقب الشجرة دون أن أجرؤ على الاقتراب منها وسؤالها: “من ذلك الرجل الذي أتى وسلم عليك، وجلس معك،
وسقاك من قنينته ؟” ربما كانت تبتسم، وتهز أوراقها في ضحكة خفيفة، ولا تبوح بالمزيد.
حين اقتربت الساعة من الوقت الذي شاهدت فيه الرجل الغريب، خرج والدي، وفوجئ بوقوفي في مكاني ناداني، وسألني ما الذي جرى؟ لم أكذب، قلت له: “إن الحافلة فاتتني لأمر مهم للغاية، ولكني لم أخبره عن هذا الأمر المهم؛ لأنني لا أعرف إن كان والذي سيقدر خيالاتي وشجرتي والرجل الكهل الغريب، أم لا عندها طلب إلي أن أركب السيارة فورا؛ حتى لا يتأخر عن عمله؛ فنظرت إلى الشجرة بأسف ورجاء، وأنا أدعو الله أن يظهر الرجل الغريب مرة أخرى؛ لأرى
ما سيحدث، لكنه لم يظهر ، فركبت السيارة، وانطلقنا، وظللت أراقب الشجرة من بعيد، وقبل أن تغيب عن ناظري، رأيت رجلا يشبه الرجل الذي رأيته بالأمس يقترب منها؛ فعرفت حينها أن ما رأيته يحدث كل يوم إلا أنني لا أعرف لا أعرف لماذا يحدث.. حين عدت من المدرسة، وقبل أن أبدل ملابسي، أو أتناول غدائي، أو أفعل أي شيء، ذهبت فورا إلى الشجرة، كانت الشمس تتوسط كبد السماء، وكان الحر قد اشتدت حدته، ورغم ذلك لم ييد على الشجرة أي امتعاض، بل على العكس كانت ترف بأغصانها، وكأنها تستقبل عزيزا، اقتربت منها أكثر هذه المرة،
حتى صرت تحت ظلالها الوارفة فهبت علي نسمات لطيفة باردة، قلت باستغراب موجها كلامي للشجرة:
من أين يأتي هذا الهواء البارد؟ والشمس تقسو على رأسك؟ وأنت تهبين الضلال والنسمات اللطيفة؟
هبت نسمات عليلة بقوة أكبر، وشعرت برودة هادئة تتسلل إلى روحي، حينها وضعت كفي على لحاء الشجرة الجاف، وشعرت به يتمدد ويتفتح تحت كفي .. أستدت ظهري إلى الشجرة، وأخرجت من حقيبتي قنينة ماء، سكبت نصفها على الشجرة و شربت النصف الآخر، وبقيت لبعض الوقت جالسا في الظل، مغمض العينين، مبتسما، كمن يرى ما لا يراه الآخرون، تمددت على الأرض تحت ظلالها، وكانت لطيفة وحانية كأم، لم تتحرك حتى لا تقلق سباتي، وغفوت بالفعل، ولم أنتبه إلا على صرحات أمي التي أصابها الفلق علي؛ فخرجت تبحث عني، ووجدتني نائما في الشارع المقابل لمنزلنا تحت الشجرة، فصرخت بهلع، وهي تحسبني مريضا أو فاقدا للوغى، فهزتني برفق وخوف، وعندها استيقظت حائرا، غير مدرك ما الذي أرعبها إلى هذا الحد؟
في صباح اليوم التالي لم أشأ أن أتأخر عن المدرسة، فقد كان لدي اختبار في الحصة الأولى، وكان علي أن أستمر وقت الطريق في المراجعة، ولكني فوجئت وأنا أنتظر الحافلة الرجل الغريب مبكرا أتى بهيئته المعتادة، زي العمل، وكيس بلاستيكي صغير، جلس أ تحت الشجرة بعد أن وضع كفه على لوحاتها ، وابتسم، وتمتم ببضع كلمات لم أفهمها للمرة الثانية، ثم حلس ، وفتح الكيس، وأخرج شطيرة وقنينة ماء، وضعها بجانبه .
تجرأت هذه المرة، وتقدمت نحوه، ووقفت أمامه، أما هو فظل ينظر إلي، وفي عينيه نظرة تنم عن عجبه من وقوفي أمامه، ولكنه ظل محتفظا بابتسامته، سألته، وقد نسيت أن ألقي عليه السلام : ما الذي يأتي بك إلى هنا كل صباح عند هذه الشجرة بالذات؟ ولماذا تسقيها نصف ما تحمل من ماء، وتشرب أنت النصف الآخر؟ أريد أن أعرف .. ما الحكاية؟ ابتسم الرجل بلطف، وهز رأسه وهو يضع يده على جذعها، ويقول: هذه الشجرة هي والدي.
دهشت من كلامه، فضحك، وقال : قبل سنوات طويلة زرع والدي هذه الشجرة هنا – كان عمره سبع عشرة سنة، أتى مع جدي طلبا للرزق، وعملا معا بالزراعة، وكانت هذه أول شجرة يزرعها والذي بنفسه. وظل يأتي إليها طوال حياته، يرعاها، ويراها تكبر وتكبر، حتى بعد أن انتقل عمله إلى مدينة أخرى، كان ينتهز كل فرصة ليعود إليها، ويأنس بالجلوس تحتها، ويسعد حين يراها تكبر وتثمر، وأوصاني بها خيرا، وفي الحقيقة، لم أكن أهتم بالشجرة في بداية الأمر ، ولكن حين توفي والدي، لم أعد أجد مكانا تأنس نفسي إليه، ولا شخصا أشعر بالراحة معه، إلى أن قادتني قدماي يوما إلى هذه الشجرة، وحين جلست تحت ظلالها، تغير كل شيء في داخلي، وبدأت أشعر أن هذه الشجرة هي والدي الذي غاب عني.
رفع الرجل رأسه إلى أغصان الشجرة التي اهتزت، وأسقطت على رأسه حفنة من أوراق الشجر الأخضر ؛ فضحك، وقال لي : انظر إنها تهبني هدايا .. كل ورقة شجر تلقيها إلي هي بمثابة عناق وقبلة من والدي الراحل، وأخذ الرجل يضحك بصوت عال، وهو يحرك رأسه، ويلتقط الأوراق التي تراكمت فوق شعره يقبلها، ويضعها في حيبه، ويربت على الجيب، كمن يربت على قلبه، ثم نظر إلي، وابتسم وهو يرفع إصبعه أمامي، ويقول: أظن أنه قد حان موعد رحيلك. التفت فوجدت حافلة المدرسة تقف على ناصية الشارع، وعرفت أن لدي بضع دقائق فقط وستتحرك الحافلة، نظرت نحوها، ثم نظرت إلى الرجل، لا أعرف ماذا أفعل؟ ولا بماذا أعلق؟ أنزلت حقيبتي من وراء ظهري، وفتحتها، وأخرجت منها قنينة الماء، وقلت بسرعة من أجل والدك، وركضت متجها نحو الحافلة قبل أن ترحل، وتتركني. في الاختبار، وأنا أخرج المقلمة من حقيبتي سقطت ورقة شجر خضراء على الأرض، نظرت إليها، وابتسمت، رفعتها من الأرض، ووضعتها في جيب قميصي الأيسر، وربت على قلبي كما فعل الرجل الكهل، وأنا أشعر بسعادة عامرة، لم أشعر بمثلها من قبل.