قصة العباءة للصف التاسع الفصل الثاني

قصة العباءة للصف التاسع الفصل الثالث عربية تجدون رابط تحميلها تحميل مباشر بصيغة PDF تحميل مباشر، على موقع امارات سكول. وفق منهاج وزارة التربية و التعليم في الإمارات العربية المتحدة الموسم الدراسي 2024-2025.

قصة العباءة الصف التاسع فصل ثاني عربيةpdf

قصة العباءة من تأليف الكاتبة عائشة الكعبي

هَكَذَا ابْتَدَأَتِ الحكاية…

ذاتَ مَسَاءٍ مَنَعَنِي ضِرْسٌ عَنيدٌ – أبي أن يرتضي الخلع مصيرًا – مِنَ العَوْدَةِ إِلى المَنْزِلِ باكِرًا. ما إن انْسَلَّ المَرِيضُ الأخير خارجًا مِنَ العِيادَةِ مُسْئِدًا وَجْهَهُ إلى راحةِ كَفِّهِ حَتَّى فَفَرْتُ مِنْ مَقْعَدي، وتَناوَلْتُ حَقيبتي، وصِحْتُ بها مُوَدِّعَةً، وَأَنا أَهُمْ بالخروج:

– «لَيْلَةً سعيدة، دكتورة».

اسْتَوْقَفَنِي نِدَاؤُهَا، فَأَقْفَلْتُ عَائِدَةً، وَدَلَفْتُ إِلى غُرفَتِها حَيْثُ كَانَتْ هِيَ أَيْضًا تَسْتَعِدُّ للخُرُوجِ، خَلَعَتْ مِعْطَفَها، وانْحَنَتْ تَلْتَقِطُ كيسًا، دَسْتُهُ تَحْتَ المِنْضَدَةِ، وَسَلَّمَتنيه.

– ما هذا؟» سَأَلْتُ، وَأَنا أَحْشُرُ يَدي في جَوْفِهِ.

– عباءة».

إِنْدَاحَتْ قِطْعَةٌ حَرِيرِيَّةٌ لامِعَةُ السَّوادِ، بَسَطَتْها في مُواجَهَتِي مُمْسِكَةً بها مِنْ مَوْضِعِ الْمَنْكِبَيْنِ، فَانْسَدَلَتْ بَيْنَ يَدَيَّ كَأَجْمَلِ عَبَاءَةٍ، رَأَتْهَا عَيْنِي، يَتَوَسَّطُ صَدْرَها (بروش) فِضْيٌّ هِلالِيُّ الشَّكْلِ مُرَبِّعُ بِأَحْجَارٍ مِنَ الفَيْروز وَتَمْتَدُّ أَسْفَلَهُ عَلَى شَكْلِ مِرْوَحَةٍ يَدَوِيَّةٍ مَقْلُوبَةٍ قِطْعَةُ (دانتيل) فاخِرَةٌ، حيكَتْ عَلَى شَكْلِ كَسْرَاتٍ، تَتَّسِعُ مَعَ انْحِدارِ العباءَةِ، وَتَنْفَرِشُ في نهايتها ، كأَنَّها ذَيْل حورِيَّةِ بَحْرٍ، انْبَجَسَتْ مِنْ إِحْدى الأساطير.

– «ابْتَعْتُها فِي مُناسَبَةِ زَفَافٍ، وَلَكِنَّني لَمْ أَرْتَدها مُنْذُ ذَلِكَ اليَوْمِ، فَقَدْ زَادَ وَزْنِي كَثِيرًا مَعَ الحَمْلِ كَمَا تَرَيْنَ، وَرَأَيْتُ أنها قد تُناسبكِ أرجو أن تقبليها مني».

– «إِنَّها جَمِيلَةٌ، إنَّما لا أظني في حاجَتِها، فأنا لا أَلْبَسُ العباءة».

.»!ولم لا؟ –

قالتْ جُمْلَتَها تلك وابْتَسَمَتْ وَهِيَ تُرَبِّتُ على يدي القابِضَةِ عَلى العباءَةِ، فبادلتها الابتسامة وشكرتها، ثم حملت هديتي وغادرت المكان.

أَوَّلُ ما فَعَلْتُهُ حِينَ أَغْلَقْتُ بابَ غُرْفَتِي عَلَيَّ هُوَ أَنَّنِي قُمْتُ بِتَجْرِبَتِها ، شَهَقْتُ حِينَ وَقَعَ بَصَرِي عَلَى الْعِكَاسِ صورتي في المرآة لَكَأَنها فُصِّلَتْ لي : دُرْتُ حَوْلَ نَفْسي مَزْهُوةً بجمال مظهري الجديد، وأنا أتمتم على رأي الدكتورة !ولم لا ؟

سَحَبْتُ (الشَّيْلَةَ) مِنَ الكيس، وقَدْ أُطْرَتْ أطرافها بقِطْعَةِ (الدانتيل) نَفْسِها ، ورُصْعَتْ إِحْدى زواياها بـ (البروش) الفضي نَفْسِهِ الذي توسط صدر العباءة، وَضَعْتُها على رأسي، واسْتَدَرْتُ، لأُلْقِي نَظْرَةً عَلَى المِرْآةِ، وَلَفَرْطِ جَمال ما رَأَيْتُ قَرَّرْتُ أَنْ أَرْتَدِيهَا صَبَاحَ اليَوْمِ التالي.

فجأة…

جَحَظَتْ عَيْنَايَ حين لَمَحْتُ طَرَفَ حِدَاءِ النَّنِسِ) الأَبْيَض يُطِلُّ كجُرَةٍ سَمِينٍ مِنْ تَحْتِ العَبَاءَةِ، نَسَلْتُهُ مِنْ قَدَمَيَّ مِنْ فَوْرِي، وَهَرَعْتُ إِلَى صَفٌ مِنَ الأَحْذِيَةِ خَلْفَ البَابِ، أَنَّبُشَ عَنْ حِدَاءٍ ، يَليقُ بفخامة المحروسة، فَلَمْ أَجِدُ سوى أَحْذِيَةٍ خَفِيفَةٍ من ذلك الصنف الذي ترتديه الممرضات، وبَعْضِ الصَّنادِلِ الصَّيْفِيَّة.

يا لبوسي

أنا فتاةٌ لا تُحْسِنُ الاهْتِمَامَ بِمَظْهَرِها ، لَكِنَّ هَذا سَيَتَغَيَّرُ مِنَ الآن، ويَجْدُرُ بي ألا أَتَعَجَّلَ ارْتِدَاءَ هَذِهِ القِطْعَةِ الفَنِّيَّةِ حَتَّى أَتَمَكَّن من جمع الكماليات المُلائِمَةِ لها.

بَعْدَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ عُدْتُ أَحْمِلُ عُلْبَةَ حِذاء جديد، وبِسُرْعَةِ البَرْقِ أَخْرَجْتُ العباءة من كيسها المخبوء بعناية في الدولاب، ارْتَدَيْتُها مِنْ فَوْري، ثُمَّ تَناوَلْتُ الحِذاءَ الجَديدَ مِنْ عُلْبَتِهِ، وَدَسَسْتُهُ بِكُلِّ رِفْقِ في قَدَمي، وأنا ما أزال أَتَأَمْلُ جَمَالَهُ، ابتسمت قائعة باختياري الموفق، فقد بدا الحذاء الأسود ذو الرَّبطَةِ الفِضْيَّةِ مُتَناسِقًا وَتَصْمِيمَ العباءة.

أَخَذْتُ أَدْرَعُ الغُرْفَةَ، ورأسي يَتَلَفْتُ إلى المرآة، ضغط الحذاء على قدمي، وكاد يُفْقِدُني توازني في بعض الأحيان، إلا أَنَّني أَقْنَعْتُ نَفْسي بأنها مَسْأَلَةٌ سَأَعْتادُها كوني لا أُحَبَّذُ ارْتِدَاءَ هَذَا النَّوْعِ مِنَ الْأَحْذِيَةِ العَالِيَةِ.

اعتراني شعور بالقلق، وأنا أحفظ الحذاء إلى جانب العباءة في الركن الأسفل من الدولاب. لقد أنفقت كُل ما تبقى من راتبي ثمنا لهذا الحذاء، لكنني عُدتُ فَطَمأنت نفسي، متعللة بالأيام الخمسة المتبقية على انتهاء الشهر.

بَعْدَ أُسبوع وَلَجْتُ إلى غُرْفَتي، وأنا أَتَأَبَّطُ كيسًا وَرَقِيًّا مُنْتَفِخًا، أَلْقَيْتُ بِهِ عَلَى السَّرِيرِ، وَعَمَدْتُ إلى دولابي، أسْتَخْرِجُ مِنْهُ العباءة والحذاء، لَبِسْتُ العباءَةَ وانْتَعَلتُ الحِذاء، ثُمَّ الْتَقَطْتُ الكيس، وَأَخْرَجْتُ مِنْهُ الحقيبة الجَديدَةَ الَّتِي ابْتَعْتُها، لأجل العباءَةِ، صِحْتُ وَأَنَا أَتَمَلَى مَظْهَرِي فِي المِرْآةِ:

– «أَيُّ تَناغُم هَذَا ؟! لَمْ أَكُنْ أَحْلُمُ بِالعُثورِ عَلَى حَقِيبَةٍ تُنَاسِبُهَا إِلَى هَذِهِ الدَّرَجَةِ!».

كانت الحقيبة مخملية سوداء بكسرات، زم منتصفها بهلال فضي.

باقتناء هذه الحقيبة أكون شبة مستعدة للخروج إلى الناس بحلتي الجديدة.

دَنَوْتُ مِنَ المِرْآةِ أَكْثَرَ ، وَأَخَذْتُ أُحَدِّقُ فيها، وأصابعي تَتَخَلَّلُ خُصَلَ شَعْرِي الذَّهَبِيَّةَ المُجَعْدَةَ، عَزَمْتُ أَمْرِي،

وأَخَذْتُ أَنْزِعُ مُقتنياتي الثمينة، وأعيدُها بحِرْصِ إلى مَخْبَتِها في الدولاب.

في ظهر اليوم التالي عُدْتُ، وأنا في شَوْقٍ إلى (البُروفَةِ) النَّهائِيَّةِ، فَقَد عَمِلْتُ طيلة الفترة المُنصرِمَةِ عَلَى تَجميع التفاصيل الَّتِي تُكَوِّنُ هَذِهِ الطَّلَّةَ الجَديدَةَ، وَكَأَنَّها أُحْجِيَةُ الصورة المُقَطَّعَةِ الَّتِي كَانَ عَلَيَّ أَنْ أُعِيدَ تَرْتِيبَها، لتتجلى أمامي الصورة كاملة.

لبست العباءة، وانْتَعَلْتُ الحِذاء، وحَمَلْتُ الحقيبة، رَتَّبْتُ خُصَلَ شَعْرِي الأَسْوَدِ الناعم في انسياب مائل على جبيني، وَضَعْتُ الأَقْراطَ الفِضَّيَّةَ الَّتِي اسْتَعَرْتُها مِنْ شَقِيقتي الكُبرى، وبَسَطْتُ ظِلَّ العُيونِ الفَيْروزِي عَلَى جَفْنِي العُلْوِيِّ، وَرَسَمْتُ خَطًا فِضُيًّا أَسْفَلَ العَيْنِينِ. »!هَذِهِ أَنا؟« –

هذا المساء…

سَيَسْطَعُ نَجْمي، سَيَتَعَجَّبُ النَّاسُ مِنْ فَتَاةٍ مُتَأَلِّقَةٍ مِثْلي في عِبَادَةٍ حَقيرَةٍ كَهَذِهِ، أَجَلْ سَأُدْهِتُهم جميعهم هذا المساء.

هذا المساء…

أرتمي على سريري، يَعْلُو نُواحي كُلَّما وَمَضَ رَقَمُ العِيادَةِ عَلى شاشة هاتفي المحمول، وإلى جواري عَبَاءَةٌ مُلْقَاةٌ، يَتَوَسَّطُها خَرُقٌ تَفَحَمتْ أَطْرَافُهُ فِي حَجْمٍ مِكْوَاةٍ كَهْرَبائِيَّةٍ.

تصفح أيضا: تلخيص قصة العباءة للصف التاسع الفصل الثاني

You might also like