تعبير عن موقف مؤثر في حياتك، فمنها ما يمرّ مرور الكرام، ومنها ما يرسخ في الذاكرة ويُشكّل جزءاً من كياننا. تلك اللحظات الخاصة، التي تجعلنا نعيد النظر في كل شيء، نسميها “مواقف مؤثرة”. هي لحظات توقظ بداخلنا وعياً جديداً، وتعلّمنا شيئاً لم نكن نعرفه عن الحياة أو عن أنفسنا.
تعبير عن موقف مؤثر في حياتك
تمرّ على الإنسان في حياته مواقف كثيرة، منها ما يمرّ مرور الكرام، ومنها ما يترك أثرًا عميقًا في النفس لا يُنسى. ومن بين هذه المواقف، أذكر موقفًا أثّر فيّ بشكل كبير وغيّر نظرتي للحياة.
كان ذلك في أحد الأيام عندما كنت في المرحلة المتوسطة، وخرجت مع والدي لزيارة أحد المستشفيات. كنا في طريقنا لزيارة أحد الأقارب المرضى، وعند وصولنا إلى هناك، مررنا بقسم الأطفال المصابين بأمراض مزمنة. لم أكن أتوقع أن أرى ما رأيته هناك؛ أطفال في عمر الزهور، لكن ملامح المرض رسمت على وجوههم ملامح الحزن والتعب.
رأيت طفلاً صغيرًا لا يتجاوز عمره خمس سنوات، كان فاقدًا لشعره بسبب العلاج، لكنه كان يبتسم ويلعب بلعبة صغيرة كأن شيئًا لم يكن. هذه الابتسامة البريئة رغم الألم والمعاناة جعلتني أشعر بتأنيب الضمير على كل لحظة تذمّرت فيها من أشياء بسيطة. في تلك اللحظة، تعلمت دروسًا عظيمة: أن الصحة نعمة لا تُقدّر بثمن، وأن الإرادة والأمل يمكن أن يتغلبا على أقسى الظروف.
خرجت من المستشفى وأنا أشعر بتغيير كبير في داخلي. لم أعد أنظر إلى الحياة بنفس الطريقة، وأصبحت أكثر امتنانًا لما أملك، وأكثر حرصًا على تقديم المساعدة لمن يحتاجها.
إن هذا الموقف علّمني كيف أكون إنسانًا أفضل، وكيف أن للحياة جانبًا آخر لا نراه إلا عندما نُجبر على مواجهته.